الأربعاء، مايو ٢٣، ٢٠٠٧

الإخوان المسلمون وانتخابات مجلس الشورى.. لماذا تشارك؟


فاجأ الإخوان المسلمون معظم المراقبين بقرارهم خوض انتخابات مجلس الشورى القادم في يونيو، رغم الحملة الأمنية والإعلامية المكثَّفة ضدهم، والتي انطلقت منذ شهور في أعقاب العرض الرياضي الاستعراضي لطلاب جامعة الأزهر في ديسمبر 2006م
أعلن الإخوان خوض الانتخابات بما لا يزيد على عشرين مرشحًا من أصل 88 مقعدًا يتم التنافس عليها في 23 محافظةً مصريةً في 67 دائرة، وهي تمثل ثلث أعضاء المجلس الذي يتم انتخاب ثلثي أعضائه ويعيّن الرئيس الثلث الباقي
لماذا يخوض الإخوان معركةً كهذه تبدو خاسرةً بالحسابات السياسية؟! سؤال يطرحه الكثيرون وقد لا يقتنعون بالأجوبة المطروحة؟؟
الإخوان هيئة إسلامية عامة، السياسة جزء من اهتماماتها، وفهم الإخوان للانتخابات في ظل الانسداد السياسي، وتزوير الانتخابات وعدم نزاهتها يختلف عن فهم الأحزاب السياسية التقليدي

الأحزاب السياسية هدفها الوحيد وهو الوصول إلى السلطة لتنفيذ برامجها، إن كان لها في بلادنا برامج أو أملاً في الوصول إلى السلطة؛ حيث الطريق مسدود!! لذلك فهي عندما تقاطع أو تخرج من الحلبة تمامًا وتتوقف تكون صادقةً مع نفسها ومع أعضائها، والسؤال الحقيقي هو: لماذا تستمر وتشارك جماعة الإخوان في خوض هذه الانتخابات؟!

الحركات الإسلامية السلمية الإصلاحية لها هدف مختلف، فهي تسعى إلى الإصلاح والتغيير السلمي بكل الطرق والوسائل، وتستخدم جميع الأساليب، وتشارك في كل المجالات.. سياسيةً واقتصاديةً واجتماعيةً وثقافيةً وفكريةً وإنسانيةً وفنيةً.. إلخ؛ للتغيير المجتمعي من أسفل وليس من أعلى.

فالانتخابات بالنسبة للإخوان وبقية الحركات التي تسبح على منوالهم وتسير على منهجهم السلمي الإصلاحي مشروعٌ ضخمٌ، يهدف إلى تحقيق أهداف كثيرة، منها إيصال أكبر عدد من الفائزين إلى مقاعد المجالس التشريعية والشورية والمحلية والنقابية والطلابية والرياضية.. إلخ.
خيار الإخوان ليس السلطة، ولكنه الإصلاح على منهج الإسلام، والتغيير الهادئ المتدرِّج، وبناء نهضة شاملة على قواعد ومبادئ الإسلام العظيم، تبدأ بإصلاح الفرد والبيت وإرشاد المجتمع، وتستمر بإصلاح الحكم وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية، وتنتهي بأستاذية العالم بالهداية والإرشاد والدعوة، وليس بالوصاية والاحتلال والقهر
بشائر الانتخابات غير مشجعة، فالحواجز الأمنية تسدُّ الطرق في وجه المرشحين، واللجنة العليا للانتخابات تبدو حاجزًا أمنيًّا آخر، ووسائل الدعاية ستختلف هذه المرة، فقد تمتنع الدعاية تمامًا؛ بسبب الحذر الشديد من الإجراءات القمعية التي ستتخذها الإدارة ولجنة الانتخابات، ولعل في ذلك خيرًا، فلسنا في حاجة إلى إنفاقٍ ماليٍّ، بل نحن في حاجةٍ إلى جهد بشري للتواصل المباشر مع الناخبين لإقناعهم بالبرنامج الذي طرحه الإخوان، مع انطلاق ورشة الانتخابات، ولم يطرح أحد غيرهم أي أفكار أو برامج، بما فيها الحزب الوطني، ثم لإقناع الناخبين بالذهاب إلى صناديق الانتخابات، ثم إقناعهم بالتصويت لمرشح الإخوان، وأخيرًا الاطمئنان على مراقبة جيِّدة لعملية التصويت لضمان أكبر قدر ممكن من النزاهة في ظل غياب الإشراف القضائي على الانتخابات.

إذن.. قد لا تكون هناك لافتاتٌ ولا "بوسترات" ولا مؤتمرات ولا مسيرات.. سيكون هناك اتصالٌ مباشر ومتكرر في كل المنتديات.. حديث الانتخابات طويل، ولعل لنا عودة إلى مسارات الانتخابات، مع ضرورة هدوء الأعصاب
د/عصيام العريان

ليست هناك تعليقات: